قال الله تعالى
وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً
- سورة الإسراء آية 34
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: » إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى المرأة وتفضي إليه ثم ينشر سرها« رواه مسلم.
(الرجل يفضي إلى المرأة وتفضي إليه) من الإفضاء وهو مباشرة البشرة بالبشرة، وهو هنا كناية عن الجماع
(ثم ينشر سرها) أي يذكر تفاصيل ما يقع حال الجماع وقبله من مقدماته. والحديث يقتضي كون فعل ذلك كبيرة للوعيد المذكور فيه.
عن ثابت عن أنس رضي الله عنه قال: »أتى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ألعب مع الغلمان فسلم علينا فبعثني في حاجةٍ فأبطأت على أمي، فلما جئت قالت: ما حبسك؟
قلت: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجة،
فقالت: ما حاجته؟
قلت: إنها سر،
قالت: لا تخبرنّ بسر رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا، قال أنس: والله لو حدثت به أحدًا لحدثتك به يا ثابت« رواه مسلم، وروى البخاري بعضه مختصرا.
(أتى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي جاء
(وأنا ألعب مع الغلمان) جمع غلام، وفيه جواز اللعب المباح للمراهق
(فسلم علينا) من حسن خلقه ومزيد لطفه
(فبعثني في حاجةٍ ) أي أرسلني، والتنوين في حاجةٍ يحتمل كونه للتعظيم أو للتحقير، ففيه على الأول مزيد نباهة انس إذ أهل للإرسال لذلك
(فأبطأت على أمي) أي طالت مدة غيبتي عليها
(فلما جئت قالت: ما حبسك؟) أي منعك؟
(قلت: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجة) أي لأجلها
(فقالت: ما حاجته؟) سؤال عن تعيينها
(قلت: إنها سر) السر هو ما يكتم، وهو خلاف الإعلان: أي فلا يظهر للغير
(قالت: لا تخبرنّ بسر رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا) تخبرنّ بتشديد النون للمبالغة في تأكيد النهي عن إفشائه
(قال أنس) منبهًا لثابت على مكانته عنده ومحبته له
(والله لو حدثت به أحدًا) كائنًا من كان كما يشعر به سوقه في حيز الشرط
(لحدثتك به يا ثابت) فيه عظيم لطف أنس وصدق أمانته ووفائه بالعهد.