قال الله تعالى
هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَاماً قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ * فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاء بِعِجْلٍ سَمِينٍ * فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ
- سورة الذاريات آيات من 24 إلى 27
وقال تعالى
وَجَاءهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُواْ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَـؤُلاء بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ
- سورة هود آية 78
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: »من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت « متفق عليه.
(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر) أي إيمانًا كاملاً، واليوم الآخر هو يوم القيامة وقيل له ذلك لأنه لا يوم بعده
(فليكرم ضيفه) قيل إكرامه تلقيه بطلاقة الوجه وتعجيل قراه والقيام بخدمته بنفسه
(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه) فصلة الرحم واجبة وقطيعتها معصية كبيرة
(ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر) ذكر ذلك في الجمل الثلاث لأنه حين المجازاة فذكره باعث على الإكثار من عمل البر زاجر عن الكف عن ذلك، وكأن التارك لشيء من هذه الخصال غير مؤمن بما ذكر فيه
(فليقل خيرًا أو ليصمت) سواء كان هذا الخير أمرًا بالمعروف أو نهيًا عن المنكر أو كلمة طيبة، وإلا فليسكت.
عن أبي شريح خويلد بن عمرو(الخزاعي) رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: »من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته، قالوا: يا رسول الله وما جائزته؟ قال: يومه وليلته، والضيافة ثلاثة أيام، فما كان وراء ذلك فهو صدقة عليه « متفق عليه.
وفي رواية لمسلم: »ولا يحل لمسلم أن يقيم عند أخيه حتى يؤثمه، قالوا: يا رسول الله وكيف يؤثمه؟ قال: يقيم عنده ولا شيء له يقريه به«.
(فليكرم ضيفه جائزته) أي فليكرم جائزة ضيفه
(قالوا: يا رسول الله وما جائزته؟ قال: يومه وليلته) أي جائزته إكرام يومه وليلته
(والضيافة ثلاثة أيام) واختلف هل الجائزة منها أو زائدة عليها، لكن قوله
(فما كان وراء ذلك) أي زيادة عليه
(فهو صدقة عليه) يؤيد أنها منها. وقد قال العلماء: المطلوب من المضيف أن يبالغ في إكرام الضيف اليوم الأول وليلته، وفي باقي اليومين يأتي له بما يتيسر من الإكرام غير مبالغ فيهما كاليوم الأول، والله أعلم.
(وفي رواية لمسلم: ولا يحل لمسلم) أي لا يجوز، وتنكير مسلم للتعميم
(أن يقيم عند أخيه) لا يخفى ما في التعبير بأخيه من الحث على النظر إلى حاله والتخفيف عنه؛ فإن ذلك شان الأخوة
(حتى يؤثمه) أي إلى أن يوقعه في الإثم
(قالوا: يا رسول الله وكيف يؤثمه؟ قال: يقيم عنده ولا شيء له يقريه به) فيؤدي ذلك إلى الوقيعة فيه واغتيابه وإلى الاستدانة المفضية إلى الكذب وخلف الوعد.