قال الله تعالى :
وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ
- البقرة آية 233
وقال الله تعالى:
وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ
- سورة سبأ آية 39
وعن أبى مسعود البدرى رضى الله عنه عن النبى صلى الله علية وسلم إذا أنفق الرجل على أهله يحتسبها فهو له صدقة )) متفق عليه.
(إذا أنفق الرجل) المسلم كما فى رواية المشكاة بدل قوله الرجل
(على أهله) الذين تلزمه مؤنتهم وغيرهم
( يحتسبها) عند الله: يقصد به وجه الله والتقريب إليه
(فهو) أى المنفق
(له صدقة) أى عظيمة الثواب لما فيها من أداء الواجب وصلة الرحم الوارد فيه من الثواب ما لا يحصيه الا المتفضل به .
وعن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله علية وسلم قال: (( ما من يوم يصبح العبد فيه الا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقا خلفا, ويقول الأخر: اللهم أعط ممسكا تلفا))متفق عليه.
(ما) نافية
(من) لتأكيد النفى
(يوم) وهو شرعا من طلوع الفجر إلى غروب الشمس, وقوله
(يصبح العباد فيه) وصف توضيحى
(إلا ملكان ينزلان)
قال فى فتح البارى: وفى حديث أبى الدرداء : (( ما يوم طلعت فيه الشمس إلا وبجنبيها ملكان يناديان بصوت يسمعه خلق الله إلا الثقلين: يأيها الناس هلموا إلى ربكم فان ما قل وكفى خير مما كثر وألهى, ولا غربت شمسه إلا وبجنبيها ملكان يناديان.....)) فذكر مثل حديث أبى هريرة
(فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقا) أى منفق المال
(خلفا) وأبهم الخلف ليتناول المال والثواب وغيرهما,
قال الحافظ: وإبهامه أولى فكم من منفق مات قبل وقوع الخلف المالى له, فيكون خلفه الثواب المعد له فى الآخرة, أو يدفع عنه من السوء ما يقابل ذلك
(ويقول الآخر) الملك
(اللهم أعط) عبر بالعطية مشاكلة لما قبلها وإلا فهى لا تكون فى التلف
(ممسكا تلفا) يحتمل تلف ذلك المال بعينه أو تلف نفس صاحب المال, والمراد به فوات أعمال البر بالتشاغل بغيرها, قال النووى: الإنفاق الممدوح ما كان فى الطاعات وعلى العيال والضيفان والتطوعات, وقال القرطبى: هى تشمل الواجبات والمندوبات, لكن الممسك عن المندوبات لا يستحق هذا الدعاء إلا أن يغلب عليه البخل المذموم بحيث لا تطيب نفسه بإخراج الحق الذى عليه ولو أخرجه.