عن ابي ذر رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه و سلم : "عرضت علي أعمال أمتي حسنها و سيئها فوجدت في محاسن أعمالها الاذى يماط عن الطريق ووجدت في مساوئ أعمالها النخاعة تكون في المسجد لا تدفن" - رواه مسلم
شرح الحديث :
(عرضت) : بالبناء للمفعول
(علي) : بتشديد الياء
(فوجدت) : أي رأيت
(في محاسن أعمالها الاذى) : كالحجر و الشوك
(يماط) : بالبناء للمفعول : أي ينحى
(عن الطريق) : لئلا يؤذي المارة ففيه التنبيه على فضل كل ما نفع الناس او أزال عنهم الضرر
(ووجدت في مساوئ) : أي سيئات
(أعمالها) : السيئة
(النخاعة) : قال في مختصر النهاية : و هي البزقة التي تخرج من أصل الفم مما يلي النخاع
و (النخامة) : البزقة التي تخرج من أقصى الحلق من مخرج الخاء المعجمة
(تكون في المسجد) : في محل الصفة او الحال
(لا تدفن) : لا تزال بدفن او كشط قال المصنف : ظاهره ان الذم لا يختص بصاحب النخاعة و ان كان اثمه اكثر بل يدخل فيه كل من راها و لم يزيلها
عن ابي ذر رضي الله عنه قال : قال لي النبي صلى الله عليه و سلم : "لا تحقرن من المعروف شيئا و لو ان تلقى أخاك بوجه طليق " - رواه مسلم
شرح الحديث :
(لا تحقرن) : أي لا تستقل
(من المعروف شيئا) : فتتركه لقلته فقد يكون سبب الوصول الى مرضاة الله تعالى كما في الحديث "و ان العبد ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات" رواه أحمد و البخاري من حديث ابي هريرة مرفوعا
(و لو) كان هذا المعروف
(ان تلقى أخاك بوجه طليق) : أي وجه ضاحك مستبشر و ذلك لما فيه ايناس الاخ المؤمن و دفع الايحاش عنه و جبر خاطره و بذلك يحصل التأليف المطلوب بين المؤمنين
عن ابي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : "يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها و لو فرسن شاة " - متفق عليه
شرح الحديث :
قال الجوهري : الفرسن من البعير كالحافر من الدابة قال و ربما استعير (بضم التاء) في الشاة
(قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : "يا نساء المسلمات) : بنصب النساء و جر المسلمات تقديره يا نساء الأنفس المسلمات و قيل تقديره يا فاضلات المسلمات و يجوز في المسلمات الرفع على انه صفه على اللفظ على معنى يا أيها النساء المسلمات
(لا تحقرن جارة) أسدت
(لجارتها) شيئا من المعروف فتمتنع عنه لقلته
(و لو) كان
(فرسن شاة) كناية عن القلة و يحتمل ان يكون نهيا للمعطاة : أي لا تحقرن المعطاة الشئ القليل بل تشكر ذلك ففي الحديث "لا يشكر الله من لا يشكر الناس"
(الفرسن) : قال القاضي عياض في المشارق : بكسر الفاء و السين قال السيوطي في مختصر النهاية : هو عظم قليل اللحم
(الفرسن من البعير كالحافر من الدابة) أي ذوات الاربع كالحمار و البغل
و معنى الحديث لا تمنع جارة من الصدقة و الهدية لجارتها لاستقلالها و احتقارها الموجود عندها بل تجود بما تيسر و ان كان قليلا كفرسن شاة فهو خير من العدم قال تعالى :
فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ
و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : "اتقوا النار و لو بشق تمرة "
عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " لقد رأيت رجلا يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي المسلمين " - رواه مسلم
و في رواية له "مر رجل بغصن شجرة على ظهر طريق فقال : و الله لأنحين هذا عن المسلمين لا يؤذيهم فأدخل الجنة "
و في رواية لهما "بينما يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق فأخره فشكر الله له فغفر له"
شرح الحديث :
(عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " لقد رأيت رجلا يتقلب في الجنة) : أي يتنعم فيها بملاذها
(في شجرة قطعها من ظهر الطريق) : أي بسبب قطعه لها
(كانت تؤذي المسلمين) : ففيه فضل ازالة الاذى عن الطريق و قد تقدم أنه من شعب الايمان و فيه فضيلة كل ما نفع المسلمين و ازال عنهم ضررا (رواه مسلم)
(و في رواية له) أي لمسلم من حديث أبي هريرة أيضا مرفوعا
(مر رجل بغصن شجرة على ظهر طريق فقال : و الله لأنحين) : من التنحية أي الازالة : أي لأزيلن هذا المضر عن طريق
(المسلمين لا يؤذيهم) أي ارادة ان لا يؤذيهم
(فأدخل الجنة) : بالبناء للمجهول و ظاهر هذا الخبر دخوله الجنة بمجرد نيته للفعل الجميل و يحتمل انه فعل ذلك و ترك ذكره للراوي اما سهوا و اما لامر اخر
(و في رواية لهما)عن أبي هريرة أيضا مرفوعا
(يمشي بطريق) : أي فيه
(وجد غصن شوك على الطريق فأخره) : بتشديد الخاء المعجمة : أي نحاه عن الطريق و في نسخه
(فأخذه) بتخفيف المعجمة و بالذال المعجمة : أي اخذه عن الطريق اذهابا لضرره
(فشكر الله له) ذلك الفعل اليسير : أي قبله منه
(فغفر) بالبناء لفاعل (له)
عن أبي الاشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم "من صلى البردين دخل الجنة" - متفق عليه
معاني الحديث :
البردان : الصبح و العصر
شرح الحديث :
(قال رسول الله صلى الله عليه و سلم "من صلى البردين) : مثنى برد ز المراد صلاة الفجر و العصر قال الخطابي سميا البردين لانهما يصليان في يردي النهار و هما طرفاه حين يطيب الهواء و تذهب شدة الحر
(دخل الجنة) : وجه نخصسصهما بالذكر ان وقت الصبح يكون عند النوم و لذته ووقت العصر يكون عند الاشتغال بتتمات اعمال النهار و تجارته و تهيئة العشاء ففي صلاته لهما مع ذلك دليل على خلوص النفس من الكسل و محبتها للعبادة و يلزم من ذلك اتيانه بجميع الصلوات الاخر و انه اذا حافظ عليهما كان أشد محافظة على غيرهما فالاقتصار عليهما لما ذكر لا لافادة ان من اقتصر عليهما بأن أتى بهما دون باقي الخمس يحصل له ذلك لانه خلاف النصوص و قيل المراد بالبردين الصبح و العشاء ووجه تخصيص العشاء ان في وقتها يكثر النعاس فيثقل البدن بواسطته مع الامتلاء بالعشاء فتتعطل الحركة فتشق الصلاة و اسبابها حينئذ مشقة ظاهرة فمن صلاها مع ذلك استحق دخول الجنة من غير سابقة عذاب